القديس الشهيد بقطر بن رومانس

(٥ مايو / ٢٧ برمودة)

Saint Boktor Ben Romance

(5 May / 27 Bramouda)

Romance

On 27 Bramouda of the Coptic Calendar, the honorable Saint Boctor (Victor) Ebn Romanus, the minister of Emperor Diocletian, was martyred. His mother Martha had reared him in the Christian ethics. He was promoted in the ranks in the kingdom until he became the third in succession. He was then twenty years old.

He prayed and fasted much, visited the prisoners and assisted the poor and needy. When they cut off the head of St. Theodata, the mother of Sts. Cosmas and Damian, no one dared to bury her because they feared the Emperor. This Saint went forth and took the body, shrouded it, then buried her, not caring about the Emperor's order.

St. Boctor often admonished his father for worshipping the idols, so his father accused him before the Emperor. The Emperor had him brought and asked him to worship the idols to obey the imperial order. The saint took off his soldier girdle and threw it in his face saying: "Take your gift that you gave me." His father suggested to the Emperor to send him to Alexandria to be tortured there.

On their way, his mother bid him farewell, crying, and he asked her to care for the poor, the widows, and the lonely. When he arrived to Alexandria, the governor Armanius tortured him many tortures, then he sent him to the governor of Ansena, who tortured him also, then cut off his tongue and plucked out his eyes. The Lord strengthened and comforted him every time. There was a fifteen years old girl who was watching his torture from the window of her house. She saw a crown coming down over his head. She confessed that before the governor and all those who were present. The Governor ordered her head to be cut off and also the head of St. Boctor. They received the crown of life in the Kingdom of Heaven.

There is a district in Alexandria until now known as El Boctoriah (Victoria), named after this Saint, because probably there was a church on his name in this district.

His prayers be with us and Glory be to our God forever. Amen.

نشأته:

وُلد بقطر في مدينة إنطاكية من أسرة مسيحية نبيلة، والده الأمير رومانيوس من كبار وزراء الدولة الرومانية الذي أنكر الإيمان في أيام دقلديانوس، ووالدته مرثا إنسانة تقية طلبت من الله أن يهبها نسلًا مباركًا فوهبها هذا الطوباوي بقطر.

عاش بقطر تحت رعاية أمه التقية، بينما كان والده سطحيًا في إيمانه وعبادته. ارتبط بقطر بصداقة قوية مع الأمير أقلاديوس ابن خالته، فكانا يشتركان في الهدف والعبادة.

ترقى الأمير بقطر في المناصب، إذ كان شابًا تقيًا، جادًا في حياته، زاهدًا في أباطيل العالم وملذاته، رحومًا ولطيفًا للغاية.

دقلديانوس الجاحد ورومانيوس المنهار:

إذ جحد دقلديانوس الإيمان رفض الأميران بقطر وأقلاديوس السجود للأوثان، وقد أخفي رجال البلاط الخبر عن الملك لحبهم لهذين الأميرين، فكان الأميران يفتقدان المسجونين ويهتمان باحتياجات المعوزين ويدفنا أجساد الشهداء القديسين.

سمع الملك فاستدعى أقلاديوس الذي أعلن إيمانه بمسيحه، فأمر الملك بإرساله إلى صعيد مصر ليُقتل هناك بعيدًا عن إنطاكية حتى لا يثور الشعب.

استدعى الملك دقلديانوس وزيره رومانيوس وقال له بأنه قد بلغه أن ابنه بقطر يقوم بدفن أجساد المسيحيين الذين تقتلهم الدولة، وبافتقاد المسجونين، ثم صار يهدده بقتل ابنه إن لم يجحد مسيحه. أرسل رومانيوس إلى ابنه وأصدقائه لعلهم يستطيعون إقناعه بالعدول عن إيمانه فرفض بإصرار.

لقاء مع والدته:

أصرت الأم أن ترى ابنها وتودعه قبيل سفره خارج المدينة. وبالفعل رأته فسقطت مغشيًا عليها، أما هو ففي بشاشة قال لها: "لا تبكى يا أمي على ابنك، فأنا مع يسوع في طريق النعمة، ولكن ابكِ على رومانيوس زوجك. إنه لم يعد أبي يوم أنكر الإيمان واتبع طريق الشيطان، يوم أنهي بنوّتي له. ابكِ عليه يا أماه لعل الرب يهديه ويعيده إلى حظيرة الإيمان. أما أنا فلماذا تبكين عليّ؟ إنني في طريقي إلى السماء؟! لي اشتهاء أن أنطلق فإن هذا أفضل".

استراح قلب مرثا لتعود فتعزى ابنها وتشجعه، ودخل الاثنان في حوار روحي لطيف أبكى كل السامعين، ثم ودعت ابنها ليبحر إلى الإسكندرية.

في الإسكندرية:

التقى القديس بقطر بالوالي أرمانيوس الذي لاطفه من أجل كرامته وكرامة عائلته، لكن إذ أصر بقطر على الشهادة للسيد المسيح قام الوالي بتعذيبه بوضعه على سرير من حديد وإيقاد نار تحته، لكن الرب خلصه ولم تمس النار شعرة واحدة منه. اغتاظ الوالي وألقاه في السجن.

كانت ابنة أحد الأمراء تتطلع من قصرها الذي يطل على السجن لتنظر المسيحيين المسجونين بينما كان جماعة من السكارى يستهزئون بهم. سقطت الفتاة إلى أسفل جثة هامدة، فطلب الأمير بقطر أن يحضروا الجثمان ليصلي عليه ويقيم الفتاة ويسلمها لوالديها ففرحا جدًا وآمنا بالمسيح، تزوجت الفتاة وأنجبت طفلًا دعته "بقطر".

في بيت الوالي:

عاد الوالي إلى بيته كئيبًا بسبب ما حدث، فكانت زوجته وهي مسيحية توبخه بعنف، فصار يهددها حاسبًا أن ما صار لبقطر إنما هو من قبيل السحر. أخيرًا إذ ضاق به الأمر قرر ترحيله إلى والي أنصنا ليقوم بتعذيبه وقتله، ولعلّه خشي أن يقتله فيندم رومانيوس على ما فعله بابنه وينتقم له من الوالي أرمانيوس.

في صعيد مصر:

رست السفينة في مدينة طحا حيث التقى بصديق له جندي يدعى بيفام، كان مسيحيًا مختفيًا فشجعه أن يعلن إيمانه بالسيد. انطلقت السفينة إلى أنصنا، وإذ دخل في حوارٍ مع الوالي أراد قتله، لكن مستشاريه طلبا منه أن يضعه في قصر مهجور في بطن الجبل ولا يقتله لئلا ينتقم منه والده رومانيوس.

أُلقي القديس في القصر المهجور الذي يدعى "البارقون" بلا طعام ولا شراب، حاسبين أن الشياطين تقتله، لكن ربنا يسوع أرسل له رجلًا مسيحيًا قدم له عِدة نجارة ليمارس بعض أعمال النجارة ويبيعها له. مارس القديس حياته النسكية بفرح، وقد حاولت الشياطين مقاومته بكل وسيلة فكان يغلبها بقوة ربنا يسوع المسيح الذي ظهر له وطمأنه على إيمان والدته وأعلن له عن انتقاله إلى كنيسة الأبكار.

استشهاده:

إذ جاء إلى أنصنا والٍ جديد استدعاه من القصر، وصار يعذبه، تارة بالنار وأخرى بتقديم سُمّ له وثالثة بوضعه في زيت مغلي وكان الرب يعمل فيه بقوة. وُجه لبقطر اتهام هو "استخدام السحر"، أما هو فأعلن انه إنسان بسيط يحمل قوة الإيمان التي أطفأت اللَّهب وليس السحر. استدعى الوالي أحد كبار السحرة ليعد سمًا قاتلًا في طعام يأكله القديس، وإذ لم يُصب بضررٍ أعد نوعًا أخطر وبكميةٍ أكبر فلم يتأثر، عندئذ أحرق الساحر كتبه، وجاء إلى القديس يعلن إيمانه بهذا الإله القوي، وقبل الاستشهاد بفرح، كما آمن كثيرون أثناء عذابات القديس بقطر، منهم بعض الجند، وتمتعوا بإكليل الشهادة.

أمر الوالي بقطع رأس القديس: قيل أن والدته جاءت بعد ذلك وبنت كنيسة بمنطقة أنصنا التي عاش فيها ابنها قبل استشهاده، وأنه ظهر لها في الكنيسة وأنبأها ببعض أمور مقبلة خاصة بكنيسة مصر. حملت مرثا رُفات ابنها القديس بقطر إلى إنطاكية بعد أن ودعه أهل الصعيد في مهابة وتكريم، وكان الكل يتباركون منه. تعيد الكنيسة بتذكار استشهاده في 27 برمودة، وبتكريس كنسيته في 27 هاتور.

← Back to main page